توطئة
معنى الحج
الحج في اللغة: هو القصد للزيارة، وقد نقل القرآن الكريم كلمة الحج من معناها اللغوي العام الى معنى اصطلاحي خاص، ليكون اسماً وعنواناً للعبادة الاسلامية المخصوصة في الاسلام.
والحج في الاسلام: هو عبارة عن مجموعة من الشعائر والمناسك يؤديها المسلم المكلف بادائها في الوقت والمكان الذي حدّده الاسلام له وبالطريقة التي أداها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وسمّي الحج بهذا الاسم لأن المسلم المؤدي لهذه العبادة يقصد مكة، والبيت الحرام، والأماكن المقدسة الاخرى كعرفات ومنى، والمزدلفة، ليؤدّي فيها مناسكه وشعائره، وقد ربط الاسلام أداء هذه الفريضة بظرفي الزمان والمكان في صحة أداء الحج.
فالإحرام يبدأ من أماكن محددة، والطواف يكون في مكان معلوم، والسعي يكون بمكان محّدد، والوقوف يكون بمكان محّدد.. وكذا رمي الجمار في مكان خاص.. والمبيت بعض الليالي يكون في مكان محّدد...الخ.
وكما كان للمكان أهميته وموقعه التشريعي في هذه العبادة، فإن للبعد الزمني أيضاً أهميته وتأثيره كعنصر ضروري يساهم في صحة هذه العبادة وبطلانها.. لذا كانت أهم شعائر الحج ومناسكه مرتبطة بتوقيت زمني محدد... فيوم الوقوف في عرفات هو اليوم التاسع، والمبيت في المزدلفة هو ليلة العيد، ويوم النحر هو اليوم العاشر.. يوم العيد، والمبيت في منى الليلة الحادية عشرة والثانية عشرة من ذي الحجة..الخ.
ولهذين العنصرين ـ عنصر الزمان والمكان ـ يعود السبب في تسمية هذه العبادة حجاً لأنها زيارة مقصودة لأماكن محدّدة، وفي أوقات محدّدة، ليؤدي القاصد فيها مناسكه، ويقيم شعائره من كل عام.